ملاحظات: قبل البدء بالفصل السابع أود أن أتأسف بتأخر هذا الفصل رغم وعدي بقرب خروجه، اللوم على الفيروسات التي احتلت كمبيوتر المنزل وجعل من إخراج أي ملف من المستحيلات.. أتأسف مجددا، وأمل أن تستمتعوا بهذا الجزء من القصة..

استيقظ ناروتو فجأة في ساعة متأخرة من الليل، وبدون أي سبب واضح.. نظر ناعسا لأرجاء الغرفة، كانت خالية.. تكركب خارجا من السرير ونظر للساعة، التي أشارت له أن الوقت قد تجاوز الثانية بعد منتصف الليل "أين آومي؟"

*فوق السطح*

- ظننتُ أنني قد أجدكِ هنا

قالها ناروتو مخاطبا آومي

لم تجبه في البدء وظلت محدقة بالأضواء القليلة التي ما تزال تنير في قرية كونوها، ثم قالت أخيرا بعد صمت طال:

ولم ذلك؟

جلس ناروتو بجانبها وابتسم، ثم قال وهو يراقب كلبا يلهو في الزقاق بالأسفل:

لأن هذا هو المكان الذي كنتُ سأذهب إليه إن لم أستطع النوم

….

كونوها دائما تبدو مسالمة في الليل.. باستطاعة هذا المشهد أن يهدئني بعد أي شيء

أما بالنسبة لي، فيحطم غروري وباقي الأوهام، وتذكرني بمدى صغري وعدم أهميتي.. أعني، من أنا بالمقارنة بهذه القرية كلها؟ شخص واحد لا يستطيع صنع فارقا..

قاطعها ناروتو بلهجة هادئة بدت وكأنها تداري غضبا:

أنتِ مخطئة!

التفتت لتنظر له بدهشة، إلا أنه لم يواجهها وتابع:

كل شخص يصنع فرقا.. كل شخص

أشاحت بوجهها، وقالت بخفوت لم يخلُ من العناد:

إلا أنا..

أنا لا فهمك يا آومي

….

لماذا تبخسين بقدر نفسك

ها!

أطلقت تلك الضحكة الساخرة القصيرة المريرة، فاندهش ناروتو ولكنه تابع بإصرار:

أنت لا تقلين أهمية عن أي شخص أخر..

لا.. أنا لسـ….

قاطعها صائحا فجأة:

بلى أنتِ كذلك!

ثم قفز واقفا ومتجاهلا نظراتها المتفاجأة قال:

أنتِ تستحقين حياة كاملة كأي شخص أخر..

نظرت له بعض الوقت، ولكنها أشاحت بوجهها ثانية وقالت بصوت خفيض:

أنت لا تعرفني..

ثم قفزت واقفة بدورها مضيفة بمرارة:

ولو كنت تعرفني، لما تمسكت بهذا الرأي..

اندهش ناروتو لثوان، ثم اعتدل ليلحق بآومي التي نزلت الدرج وهو يصيح:

لا آومي! انتظري!

ثم أمسك ذراعها، وهو يصيح بحنق:

هاي! ما خطبك على أي حال؟! لقد كنتُ أحاول أن…

التفتت له بعينين دامعتين وخدين محمرتين، فبتر عبارته ثم قال بلهجة خافتة:

آومي ما الأمر؟ أأنت بخير؟ أنا آسف.. هل أستطيع المساعدة بشيء؟

تفجرت الدموع من عينيها بغزارة، فهتفت وهي تدفعه في صدره:

توقف عن التصرف مثله! توقف عن التشابه معه! توقف‼ توقف عن الاهتمام مثله!

ثم انطلقت تجري مبتعدة وهي تبكي وصرخت من بين دموعها:

ابتعد عني!

تجمد ناروتو في مكانه مبهوتا وحائراً ثم لم يلبث أن تمتم بلهجة ذاهلة:

آومي؟

دفع الدكتور المحفة أمامه عبر الممر، وأمر بلهجة حازمة:

أدخلوه بسرعة.. يجب أن نفحصه سريعا، فنحن لا نعلم لأي درجة هو مصاب..

سألت ممرضة شابة صديقتها بهمس:

ما الذي حدث له؟

فأجابتها صديقتها وهي تهمس بدورها:

لست متأكدة.. أطن أنه الناجي الوحيد من هجوم الذئب..

*شهقة*

زجرهما الدكتور قائلا:

هذا يكفي أنتما! ركزا على المريض..

فأجابتاه بصوت واحد:

حاضر.. متأسفتان..

قاست طبيبة أخرى نبض الرجل وهي تتساءل:

هل نادى أحدكم السيدة تسونادي؟

صاح أحدهم من الخلف:

هي في طريقها إلى هنا.. ستصل في أي لحظة

هذا جيد لأن…

اقتحمت تسونادي الغرفة في تلك اللحظة وهي تسأل بصرامة:

ماذا حدث هنا؟

إنه….

قاطعت ممرضة متحمسة كلام الطبيب، مما جعلها تحصل على عدد لا بأس به من النظرات الغاضبة:

إنه ناجي من مجموعة تعرضت لهجوم من الذئب!

تهجّم وجه تسونادي وهي تمتم:

الذئب؟

ثم بدأت تشفيه، وهي تقول بلهجة عملية:

هذه الإصابات لا تبدو متناسبة مع مجرمة خطيرة مثلها.. بعض الحروق من الدرجة الثانية، جروح ناتجة عن دفاع النفس، ضربة جسم صلب على الرأس، بضع سحجات والكدمات هنا وهناك.. إذا لم نحتسب الضرر في مقدمة صدره وأضلاعه ورئتيه، التي أظنه ناتج عن ضربة التي أفقدته وعيه.. فحاله ليست بذالك السوء.. أو على الأقل لا يطابق ما نعرفه عن عنف هجمات الذئب..

هز بعض الأفراد رؤوسهم موافقين، ولكنها كانت تشعر بالحيرة، فأضافت:

حتى الآن لم تبقي الذئب على حياة أي شخص أثناء هجماتها..

هزت طبيبة أكبر سنا رأسها، ثم قالت بلهجة هادئة:

هو الأول.. رجل محظوظ

حدقت تسونادي بوجه الرجل ألملتح وهي تتساءل في قرارة نفسها، "ما الذي جعلها تغير من أسلوبها؟ ما المختلف في هذا الرجل؟"

ركل رجل ذو لحية قصيرة علبة مشروب فارغة وهو يسأل صديقه ببساطة:

هاي إيزومو.. هل عاودت الآنسة ماكي الاتصال بك؟

تثاءب الرجل الذي يرتدي واقية الرأس كبيرة ويغطي الشعر عينه اليمنى، فقد كان يكره الاستيقاظ مبكرا.. أجاب صديقه:

لا.. ولكنني لا أهتم.. وماذا عنك يا كوتتسو؟ كيف الأمور بينك وبين الآنسة هيتومي؟

احمر وجه كوتتسو، وحك مؤخرة عنقه وهو يقول متلعثما:

أنا.. آه ه.. مم..

قاطعه إيزومو فجأة وهو يمشي تجاه مقعد قريب:

هاي.. من هذه؟

شعر كوتتسو بالارتياح لتغير الموضوع، ثم أسرع يلحق بصديقه.. وقف مع صديقه بجانب المقعد الطويل، ثم قال بثقة وهو ينظر تجاه الفتاة النائمة:

إنها فتاة..

صرّ إيزومو على أسنانه ثم قال متنهدا:

أشكرك يا عبقري.. أنا أعرف ذلك!

ثم أضاف هامسا بحنق:

أحمق..

تجاهل كوتتسو كلام صديقه وقال:

إنها جميلة نوعا..

اقترب إيزومو من المقعد أكثر ولم يجب، تساءل كوتتسو:

ألم نجد ساكورو هارونو نائمة هنا مرة؟

هز إيزومو رأسه إيجابيا.. فأضاف:

آه تذكرت، وجدنا إينو ياماناكا هنا أيضا… وهيناتا هيوقا.. و روك لي.. صحيح؟

هزت رأس أخرى، فأضاف كوتتسو وهو يحك ذقنه بسبابته ويرسم تعبير التفكير على وجهه:

أتساءل لماذا تحب الفتيات.. ولي.. النوم هنا؟

قاوم إيزومو رغبته في أن يضرب صديقه، ولكز الفتاة النائمة قائلا:

هاي أنت.. لا يجدر بكِ النوم هنا.. ستصابين بالمرض

اعتدلت جالسة وحكت عينيها ثم نظرت له ناعسة، وسألته بصوت متعب لم يفارقه أثار النوم بعد:

من أنت؟

لم يتعب نفسه بإجابتها ودقق بوجهها، كوتتسو لم يكن مخطئا عندما قال أنها جميلة، فقد كانت كذلك فعلا.. بشرتها شاحبة ولكن مازال بها وميض ودفء، وشعرها الأملس شبيه بلون الرماد، ولكن عيناها كانتا أخاذتان فعلا، بلونهما الفضي اللامع.. مهلا لحظة! لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا..

في تلك اللحظة أغلقت عينيها بشدة وهي تتثاءب، ثم حكت عينيها ثانية قبل أن تفتحهما مجدداً.. حدقت به بعينين خاليتان لونهما أسود يميل للرمادي.. حسنا، الأمور أكثر منطقية الآن..

ولكن شعورا غريبا لم يتركه بشأن تلك الفتاة، فقال إيزومو بعصبية متصنعا الهدوء وهو يجر صديقه مبتعدا:

حسنا إذن.. إذا لم تكن هناك مشكلة فسنتابع طريقنا..

صاح كوتتسو بارتباك وهو ينظر للفتاة:

آ-آ آه ه.. وداعا..

ولكن لا يوجد فكاك من قبضة إيزومو الحديدية..

دخلت آومي شقة ناروتو بتعب، فقفز من مجلسه وهو يهتف بانزعاج:

آومي أين كنت؟! لقد قلقت عليكِ جداَ وأنا…

ولكن النظرة التي رمقته بها جعلته يبتلع باقي كلامه.. ثم قال بارتياح:

المهم أنكِ بخير..

لم تجبه وهي ترمقه بنظرة مبهمة، ثم تستدير لتدخل الحمام~~~

خرجت آومي من الحمام بعد بضع دقائق، فاستقبلها ناروتو قائلا:

أين ذهبتِ ليلة أمس؟ لقد بحثت عنك في كل مكان..

لم تجبه وإنما اتجهت للثلاجة وأخرجت منه علبة الحليب، فأضاف ناروتو:

لما هربتِ هكذا؟ لقد كنتُ قلقا عليك وحسب..

….

لا أفهم ماذا فعلتُ لكِ؟ لماذا أنتِ غاضبة عليّ؟

في تلك اللحظة اهتزت يدها الممسكة بكوب الحليب، فانسكب على المنضدة التي أمامها.. فانفجرت فيه فجأة:

دعك من الأمر! لا أريد التحدث بالأمر!

حدق بها ناورتو بذهول، غير عالم ما عليه قوله، أو ما لماذا هي مستاءة منه لتلك الدرجة..

أشاحت آومي بوجهها، واضعة منشفة على الحليب المسكوب بحركة عصبية.. قبل أن تمد يدها للدولاب العالي لجلب كوب نظيف، إلا أن ألم حاد اخترق كتفها، وجعلت يدها تهتز.. فضربت بدون قصد عدة أكواب وصحون، وسقطوا للأرض وتهشموا لقطع صغيرة..

وقفت ثابتة وعاصفة من الاستياء تجتاح قلبها، و'قُصتها' تغطي عينيها.. لم يعلق ناروتو وهو ينظر تجاهها، فساد الغرفة صمت رهيب مفاجئ..

لمعة دمعة وهي تنحدر على خد آومي التي قالت:

إنه كثير عليّ..

فتح ناروتو فمه ليعلق إلا أنها تابعت:

لم أعد أطيق هذا الألم.. إنه كثير عليّ

وضعت الفتاة راحتيها فوق موضع قلبها وضغطت، وقالت بصوت باك:

لا أستطيع أن أتحمله بعد الآن..

ثم انتحبت:

إنه صعب جداً

جرت شيزوني على طول الممر هاتفة:

سيدة تسونادي! سيدة تسونادي! سيدة تسوناديييييي! سيدة تسو- آه ه

بترت عبارتها وهي تدور حول منعطف فتصطدم بمعلمتها وتسقط للخلف.

فسألتها تسونادي بقلق:

ما الأمر ياشيزوني؟

قفزت شيزوني معتدلة بسرعة وهي تهتف:

لقد جاء! لقد جاء!

اهدئي ياشيزوني.. من الذي جاء؟

مبعوث من قرية تداشـ- أ- أقصد قرية هيوا..

مبعوث؟

نعم، ومعه معلومات عن الذئب!

ولكنني ظننتُ أن الفريق الذي أرسلناه قُتل.. غير واحد.. إلا أنه كان مصاباً وأُرجع لهنا… قصدي من هذا أن القرية لم تستلم طلبنا…

امممممم

لا عليك.. قوديني إليه، سأدعه يشرح الأمر بنفسه..

سيدتي الهوكاجي! أنا.. أنا.. آه ه ه..

انهار الرجل مبعثر المنظر أمام تسونادي دون أن يتم جملته..

التقطته تسونادي بين ذراعيه ثم أرقته على الأرض برفق وبدأت في شفاءه، وهي تقول بحنق:

لما لم يساعده أحدكم؟! إنه مريض ومتعب، و من الممكن أن يموت!

أجابتها شيزوني وهي تحاذر أن تتدخل في عمل تسونادي:

لقد رفض الذهاب للمستشفى، وقال إنه يريد الذهاب لرؤيتك فورا، وإن لديه معلومات بالغة الأهمية ليعطيك إياه..

قالت تسونادي والوهج الأخضر حول يدها يبهت ويتلاشى:

يبدو كأنه سافر لأيام دون توقف..

فردت شيزوني بخفوت:

هذا يبدو صحيحا..

اعتدلت تسونادي واقفة، قائلة بحزم:

ضعيه في أحد الغرف الفارة في المستشفى.. وسنسأله عن المعلومات عند استيقاظه..

ملاحظات: لا تنسوا أن تعلقوا!